قبل انطلاق ديربي الميرسيسايد بين ليفربول وايفرتون اليوم الأربعاء الجولة 30 من منافسات الدورى الإنجليزى الممتاز اليكم ابرز لحظات لا تنسى فى تاريخ الديربي.

ركلة غاري ماكاليستر الحرة الحاسمة – أبريل 2001

في موسمٍ انتهى بثلاثيةٍ شهيرةٍ من الكؤوس (الدوري الأوروبي – أو كأس الاتحاد الأوروبي كما كان يُعرف آنذاك – وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الدوري) وتأهل ليفربول لدوري أبطال أوروبا، كان فوزهم على ملعب جوديسون بارك من أبرز أحداث الموسم. ويعود الفضل في ذلك بشكلٍ كبير إلى مهارة غاري ماكاليستر السريعة والمُلهمة التي حسمت المباراة .

كان ليفربول قد تقدم مرتين، لكن إيفرتون عادل النتيجة في المرتين. ومع طرد إيغور بيسكان وإهدار روبي فاولر ركلة جزاء، كان من الممكن أن يُغفر للريدز لو تقبلوا أن هذا لن يكون يومهم. 

لكن ماكاليستر كان له رأي آخر عندما حصل ليفربول على ركلة حرة في الوقت بدل الضائع. فبينما توقع الكثيرون أن يمررها من مسافة 44 ياردة، قرر لاعب الوسط المخضرم التسديد بدلًا من ذلك، وسدد الكرة بانحناءة في الزاوية السفلى ولم يتمكن حارس مرمى إيفرتون، من اللحاق بالكرة. 

وكان هذا الفوز المثير بنتيجة 3-2 بمثابة البداية لسلسلة من سبع مباريات بلا هزيمة لليفربول حتى نهاية الموسم، والتي تضمنت ستة انتصارات وانتهت بحصولهم على المركز الثالث.

 ليفربول وايفرتون

الهاتريك التاريخي لستيفن جيرارد – مارس 2012 

قال ستيفن جيرارد : “أعشق الفوز في مباريات الديربي، لأن جماهير إيفرتون شجعتني بشدة على مر السنين. لذا كان من الرائع حقًا أن أسجل ثلاثة أهداف في مرمى الفريق

ويصف جيرارد زيارة إيفرتون في 2012 بأنها “مباراته المفضلة في أنفيلد” حيث استمتع بليلة أحلام، وسجل ثلاثية ليقود ليفربول إلى فوز ساحق على منافسه الشرس.

كانت هذه أول ثلاثية في ديربي ميرسيسايد منذ ثلاثية إيان راش في عام 1982 والأولى في أنفيلد منذ عام 1935

ولكن ما جعل ظهوره رقم 400 في الدوري الإنجليزي الممتاز مميزًا بشكل خاص بالنسبة لجيرارد هو الأداء المتميز الذي قدمه لويس سواريز .

وأشاد جيرارد بسواريز ووصفه بأنه زميله المفضل على الإطلاق، ووفقًا للاعب خط الوسط الأسطوري في ليفربول، كانت هذه المناسبة مثالًا رئيسيًا على السبب.

وساهم سواريز في صناعة هدفين لجيرارد وبذل قصارى جهده لضمان تألق قائده في مباراة كانت تعني الكثير بالنسبة له على المستوى الشخصي.

وأضاف جيرارد في سيرته الذاتية “قصتي ” : “التاريخ كان دائمًا جزءًا من حبي لكرة القدم”.

لكن التاريخ ليس بإثارة الشعور الذي انتابني وأنا ألعب كرة القدم مع لويس سواريز تلك الليلة. عندما تعلق الأمر بي، وخاصةً ضد إيفرتون، بذل لويس قصارى جهده. لقد ساعد ليفربول، وساعدني أنا أيضًا، على اللعب كالملوك. 

احتفال لويس سواريز بالغطس – أكتوبر 2012

وبعد سبعة أشهر، عاد سواريز إلى دائرة الضوء في مباراة الديربي التالية بالدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن أثار مدرب إيفرتون ديفيد مويس قبل المباراة سمعته في السقوط على الأرض بسهولة 

وقال مويس قبل المباراة بعد تورط اللاعب الأوروغوياني في الحادث الذي أدى إلى طرد جاك رودويل في الموسم السابق: “أعتقد أن سواريزلديه تاريخ”.

“ما سيحدث هو أن المشجعين سيبتعدون عن كرة القدم لأنهم (اللاعبون الذين يتظاهرون) جيدون جدًا في ذلك.”

لم ينتظر سواريز طويلاً ليرد بسخرية. فبعد 14 دقيقة، عندما اصطدمت تسديدته بـ ليتون باينز ، انطلق سواريز مسرعًا نحو مقاعد البدلاء في إيفرتون، واحتفل بالقفز أمام مويس. 

كافح إيفرتون ليُحقق التعادل 2-2، وأُلغي هدفٌ كان من الممكن أن يُحسم الفوز لسواريز في الوقت بدل الضائع بداعي التسلل. كان من الممكن أن يُحسّن ذلك من مزاج مويس.

ورغم أنه أشار بوضوح إلى أنه لم يكن وحيداً في هذه الأفكار، فإنه كان قادراً أيضاً على رؤية الجانب المضحك في احتفال سواريز. 

قال مويس: “أعتقد أنه كان رائعًا. ربما كنت سأفعل الشيء نفسه لو كنت لاعبًا”. 

لكن أعتقد أنه سيضطر إلى الاستسلام أمام العديد من المدربين. لو فزنا بنتيجة 3-2، لربما فزت أمامه أيضًا.

مباراة مثيرة بستة أهداف في جوديسون بارك – نوفمبر 2013

كان إيفرتون وليفربول من بين أفضل الفرق في الدوري الإنجليزي الممتاز عندما التقيا في هذه المباراة بقيادة المدربين الهجوميين روبرتو مارتينيز وبريندان رودجرز على التوالي.

ولم يخيب الأداء الذي قدموه في جوديسون بارك الآمال – مباراة كلاسيكية شهدت ستة أهداف وواحدة من أفضل مباريات ديربي ميرسيسايد في عصر الدوري الإنجليزي الممتاز

وسجل الفريق ثلاثة أهداف في 19 دقيقة، من بينها هدف سواريز الذكي من ركلة حرة حولت الحائط البشري لمدافعي إيفرتون لتصبح النتيجة 2-1.

ظلت النتيجة على هذا النحو حتى سجل روميلو لوكاكو هدفين في غضون 10 دقائق ، مما ترك إيفرتون على طريق الفوز قبل ثماني دقائق من نهاية المباراة.

لكن هدف دانييل ستوريدج برأسه في الدقيقة 89 ضمن لليفربول الفوز في مباراة مثيرة لم يستحق أي من الفريقين خسارتها.

مع ذلك، لم يكن الأمر خاليًا من الجدل. اعتُبر كيفن ميرالاس ، الذي سجل هدف التعادل الأول لإيفرتون، محظوظًا بتجنبه البطاقة الحمراء لعرقلته سواريز في الشوط الأول.

لكن المباراة تم تذكرها بشكل رئيسي بسبب المتعة الهجومية التي قدمها الجانبان في ما أصبح في ذلك الوقت أعلى ديربي ميرسيسايد تسجيلاً للأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. 

ودخل رودجرز إلى المؤتمر الصحفي بعد المباراة وقال ببساطة “واو” ووصف المباراة أيضًا بأنها “مباراة رائعة” بينما اختار مارتينيز وصفها بأنها “متميزة”.

 ليفربول وايفرتون

صاروخ فيل جاجيلكا في الوقت المحتسب بدل الضائع – سبتمبر 2014

أحد أفضل أهداف ديربي ميرسيسايد على الإطلاق جاء من مصدر غير متوقع على الإطلاق

كان إيفرتون في طريقه للهزيمة 1-0 في أنفيلد بعد أن استقبل هدفًا رائعًا من ركلة حرة نفذها جيرارد في الشوط الثاني.

ولم يكن أحد يتوقع أن تتغير النتيجة حيث ارتدت الكرة برأسية ديان لوفرين إلى خارج منطقة الجزاء باتجاه مدافع إيفرتون فيل جاجيلكا في الدقيقة 91. 

ولم يسجل قائد إيفرتون أي هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ ما يقرب من 18 شهرًا. 

ولكن بعد أن ضيع فرصة مبكرة للتسديد وندم عليها، حاول جاجيلكا حظه عندما جاءت فرصته الثانية للتسديد وكانت النتيجة مذهل

ركض نحو الكرة وأطلق تسديدة رائعة بالجزء الخارجي من قدمه والتي ارتطمت بالزاوية العليا لمرمى سيمون مينيوليه ، مما أذهل جماهير أنفيلد وأنقذ نقطة لإيفرتون. 

وقال مديره الفني مارتينيز: “لا أعتقد أنني رأيت هدفًا أفضل في كرة القدم الحية”.

هدف محمد صلاح الحائز على جائزة بوشكاش – ديسمبر 2017

لم يكن هدف محمد صلاح المذهل في ديربي ميرسيسايد مجرد طريقة لا تُنسى للاحتفال بأول ظهور له في المباراة، بل أثبت أيضًا أنه جهد يستحق جائز

وأظهر صلاح بعضًا من مهاراته المميزة، حيث تخلص من كوكو مارتينا ، وتغلب على إدريسا جاي ، وسدد كرة ملتفة رائعة حول آشلي ويليامز إلى الزاوية العليا لحارس جوردان بيكفورد .

في ذلك اليوم، لم يكن كافيا سوى التعادل لليفربول بعد هدف التعادل الذي أحرزه واين روني من ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة.

ولكن في سبتمبر/أيلول 2018، تصدر هذا الهدف تصويت الجماهير ليفوز بجائزة بوشكاش التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للهدف الأكثر جمالاً الذي تم تسجيله خلال العام السابق، متفوقاً على الركلات المقصية التي سجلها ثنائي ريال مدريد كريستيانو رونالدو وجاريث بيل من بين آخري

دراما أنفيلد المتأخرة – ديسمبر 2018

خطأ غريب من بيكفورد، وهدف آخر في الديربي من ديفوك أوريجي، واحتفال لا يُنسى من يورجن كلوب بعد هدف الفوز لليفربول في الدقيقة 96. 

كانت النتيجة الأكثر دراماتيكية هي أن اللقاء الذي جرى في ديسمبر/كانون الأول 2018 دخل في سجلات تاريخ الديربي. 

وكانت النتيجة تتجه نحو التعادل السلبي حتى فشل بيكفورد في التعامل مع تسديدة فيرجيل فان ديك .

وبدلاً من مساعدة الكرة على تجاوز العارضة عندما سقطت من السماء، انتهى الأمر ببيكفورد بوضعها على طبق من ذهب في الدقيقة 84 حيث قابلها البديل أوريجي برأسه في الشباك. 

كان هذا أحد الأهداف الستة التي سجلها بطل ليفربول أوريجي في مرمى إيفرتون، وهو أكبر عدد من الأهداف له ضد منافس واحد و27 في المائة من إجمالي أهدافه في الدوري الإنجليزي الممتاز.

إيفرتون ينهي جفاف أنفيلد – فبراير 2021

لأكثر من عقدين، سافر إيفرتون إلى انفيلد ولم يحقق الفوز. لكن هذه المسيرة انتهت في فبراير ٢٠٢١

حقق إيفرتون فوزا سهلا على ليفربول 2-0، وهو أول فوز له على ملعب أنفيلد منذ عام 1999، وكان هدف الفوز الشهير الذي أحرزه الراحل كيفن كامبل لصالح فريق والتر سميث .

وجاء نجاح عام 2021 تحت قيادة كارلو أنشيلوتي في مباراة أقيمت بدون جمهور بسبب قيود جائحة كوفيد-19.

وكانت هذه هي الهزائم الرابعة من أصل ست هزائم متتالية على أرض ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد سلسلة من 68 مباراة بلا هزيمة في الدوري على ملعب أنفيلد، حيث انهار موسمهم وسط أزمة إصابات. 

لكن بعد كل هذا الانتظار، فإن أي فوز في أنفيلد كان ليكون فوزًا حلوًا بالنسبة لتوفيز.

وقال أنشيلوتي: “بعد فترة طويلة تمكن إيفرتون من الفوز في أنفيلد، إنها هدية جيدة لجماهيرنا”. 

 ليفربول وايفرتون  اليكم ابرز لحظات لا تنسى فى تاريخ الديربي.

إيفرتون يُفسد وداع كلوب في الديربي – أبريل 2024

ولم تكن هذه هي النهاية الخيالية لأيام الديربي التي كان يأملها كلوب.

وبعد أن خسر مباراة واحدة فقط من أصل 18 مباراة ديربي سابقة، وفي ظل الظروف الفريدة التي أحاطت بخسارة أنفيلد عام 2021، تعرض كلوب لهزيمة مقنعة 2-0 في مباراته الأخيرة في هذه المباراة الشهيرة الموسم الماضي.

وكانت هزيمته الأولى في جوديسون بارك هي التي دفعته للاعتذار لجماهير ليفربول وخسارة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز تقريبًا.

قال كلوب، الذي أضاع فريقه فرصة معادلة رصيده من النقاط مع أرسنال المتصدر قبل أربع مباريات من نهاية الموسم: “لم نكن جيدين بما يكفي، علينا الاعتراف بذلك. أعتذر بشدة عن ذلك”. 

“نحن بحاجة إلى أزمة في مانشستر سيتي وأرسنال ونحتاج إلى الفوز في مباريات كرة القدم لأنه إذا بدأوا في خسارة المباريات وفعلنا ما فعلناه الليلة، فلن يتغير شيء”. 

كان الجو في معسكر إيفرتون متناقضًا تمامًا. ففي ليلة حماسية ومؤثرة على ملعب جوديسون بارك، قدّم لاعبو شون دايتش ، المتحمسون، أداءً يليق بهذه المناسبة. 

حقق إيفرتون أول فوز له في الديربي على أرضه منذ أكتوبر 2010 بفضل هدفين من جاراد برانثويت ودومينيك كالفيرت-لوين، وكانت هذه أيضًا خطوة كبيرة في طريقه لضمان البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2023/2024

كما جاءت أفضل مباراة لدايتش كمدير فني لإيفرتون بعد تسعة أيام فقط من واحدة من أسوأ مبارياته – الهزيمة المذلة 6-0 أمام تشيلسي .

قال: “بعد أسبوعٍ عصيبٍ للغاية بالنسبة لي وللفريق وللجماهير، طلبتُ منهم البقاء على تواصل. قلتُ لهم: فقط أعطونا ما لديكم وسنحاول رد الجميل، وقد فعلنا”.

 ليفربول وايفرتون

ديربي ميرسيسايد النهائي في جوديسون بارك – فبراير ٢٠٢٥

في ديربي ميرسيسايد الأخير على ملعب جوديسون بارك، شارك ليفربول وايفرتون في مباراة مثيرة شهدت أربعة أهداف، والتي انتهت بتسجيل المدافع جيمس تاركوفسكي هدف التعادل المذهل في الدقيقة 98، وهي نهاية مناسبة لهذه المباراة في الملعب الشهير.

وكان بيتو هو المستفيد من ركلة حرة رائعة من إيفرتون ليضع أصحاب الأرض في المقدمة في الشوط الأول، لكن هدفين من أليكسيس ماك أليستر وصلاح قلبا المباراة رأسا على عقب.

ولكن كان هناك المزيد من الدراما لتلي ذلك، حيث أشعلت تسديدة تاركوفسكي الرائعة في الزاوية اليمنى العليا مشاهد جنونية بين جماهير الفريق المضيف، قبل أن يحصل كورتيس جونز وعبد الله دوكوري وأرن سلوت على البطاقات الحمراء بعد صافرة النهاي

وقال مويس مدرب إيفرتون بعد المباراة: “إن تسجيل هذا الهدف سيظل محفورا في ذاكرة التاريخ”.

بعض المباريات هنا كانت رائعة، لكن هذه المباراة ستكون على نفس القدر من الروعة. أعتقد أن الجماهير أسعدت الملعب، وفي كثير من النواحي، أسعدت الفريق الجماهير أيضًا

 ليفربول وايفرتون